روائع مختارة | روضة الدعاة | السيرة النبوية | الصلاة على النبي.. صلى الله عليه وسلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > السيرة النبوية > الصلاة على النبي.. صلى الله عليه وسلم


  الصلاة على النبي.. صلى الله عليه وسلم
     عدد مرات المشاهدة: 4977        عدد مرات الإرسال: 0

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد: فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإمامًا للمتقين وجعله هاديًا للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك ولما لهذا الأمر من أهمية عظمى وأجر عظيم حرصنا على إخراج هذا الكتيب المتواضع والذي فيه حث على الإكثار من الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.

 معنى الصلاة والسلام على النبي:

قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

قال ابن كثير رحمه الله: (المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا) أ.هـ.

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في جلاء الأفهام: (والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضًا صلوا عليه وسلموا تسليمًا لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة) أ.هـ.

وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي أقوال كثيرة، والصواب ما قاله أبو العالية: إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلي عليه في الملأ الأعلى أي عند الملائكة المقربين - أخرجه البخاري في صحيحه تعليقًا مجزومًا به - وهذا أخص منه في الرحمة المطلقة - وهذا ترجيح سماحة الشيخ محمد بن عثيمين.

والسلام: هو السلامة من النقائص والآفات فإن ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب وتنتفي النقائص وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات - قاله الشيخ محمد بن عثيمين.

 حكم الصلاة على النبي:

أما في التشهد الأخير فهو ركن من أركان الصلاة - عند الحنابلة.

وقال القاضي أبو بكر بن بكير: (افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ويسلموا تسليمًا، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم. فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها).

 المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي ويرغب فيها:

1- قبل الدعاء:

قال فضالة بن عبيد: سمع النبي رجلًا يدعو في صلاته فلم يصلي على النبي فقال النبي: {عجل هذا!} ثم دعاه فقال له ولغيره: {إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء} [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد بإسناد صحيح وصححه ابن حبّان والحاكم ووافقه الذهبي].

وقد ورد في الحديث: {الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي} [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].

وقال ابن عطاء: (للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.

فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي).

2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:

قال: {رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلي عليّ} [رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].

3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:

عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله: {إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ..} الحديث [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي].

4- الصلاة على النبي في الرسائل وما يكتب بعد البسملة:

قال القاضي عياض: (ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم - الدولة العباسية - فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضًا الكتب).

5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:

عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: {إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك} [رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني بشواهده].

 كيفية الصلاة والتسليم على النبي:

قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] فالأفضل أن تقرن الصلاة والسلام سويًا استجابةً لله عز وجل فهذا هو المجزئ في صفة الصلاة عليه الصلاة والسلام.

وعن أبي محمد بن عجرة قال: خرج علينا النبي فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: {قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد} [متفق عليه].

وعن أبي حميد الساعد قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: {قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد} [متفق عليه].

وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي.

 فضيلة الصلاة على النبي والسلام عليه:

عن عمر قال سمعت رسول الله يقول: {إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشرًا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة} [رواه مسلم].

قال: {من صلّى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي} [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني].

وقال: {من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا} [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].

وعن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: {أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكرًا لله} [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه وقال الألباني: صحيح لطرقه وشواهده].

وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله: {أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا} فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: {إن شئت}. قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: {إن شئت}. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: {إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة} [رواه الجهضمي وقال الألباني هذا مرسل صحيح الأسناد].

وعن عبدالله بن مسعود عن النبي قال: {إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام} [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].

وقال: {من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات} [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه الألباني].

وعن ابن مسعود مرفوعًا: {أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة} [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].

وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي: {من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة} [رواه البخاري في صحيحه].

 ذم من لم يصل على النبي:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصليّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة} قال عبدالرحمن وهو أحد رواة الحديث وعبدالرحمن بن إسحاق وأظنه قال: {أو أحدهما} [رواه الترمذي والبزار قال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح].

وعن علي بن أبي طالب عنه أنه قال: {البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده فلم يصليّ عليّ} [أخرجه النسائي والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع].

عن ابن عباس عن النبي: {من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة} [صححه الألباني في صحيح الجامع].

وعن أبي هريرة قال أبو القاسم: {أيّما قوم جلسوا مجلسًا ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي كانت عليهم من الله تره إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم} [أخرجه الترمذي وحسنه أبو داود].

وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: (إذا صلى الرجل على النبي: {مرة في مجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس}).

 الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه:

ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي منها:

1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.

2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.

3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.

4- أن يرفع له عشر درجات.

5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.

6- أنها سبب لشفاعته إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.

7- أنها سبب لغفران الذنوب.

8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.

9- أنها سبب لقرب العبد منه يوم القيامة.

10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.

11- أنها سبب لرد النبي الصلاة والسلام على المصلي.

12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.

13- أنها سبب لنفي الفقر.

14- أنها تنفي عن العبد اسم (البخيل) إذا صلى عليه عند ذكره.

15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.

16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.

17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه وذكره عنده كما تقدم قوله: {إن صلاتكم معروضة عليّ} وقوله: {إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام} وكفى بالعبد نبلًا أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله.

18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي وفيه: {ورأيت رجلًا من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحيانًا ويتعلق أحيانًا، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته} [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جدًا].

19- أنها سبب لدوام محبة الرسول وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك.

20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوبًا مسطورًا في قلبه ويقتبس الهدي والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله.

وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: موقع كلمات